كتاب احلى 10 قصص


الكاتب : فتحي غانم 
التصنيف : قصص وروايات 


جولة داخل الكتاب


يطوف إبراهيم بطلول الحديقة في الصباح ، مثلما يفعل كل يوم منذ رجع من السفر .. يتحرك كدمية حول كوخ بقاع واد ، تحاصره الجبال العملاقة وتكاد تطبق عليه .. يشاهد شجيرات الطماطم التي زرعها بيديه في الحقل الصغير وشجرة الرمان العارية الفروع .. يحدق في شكل تخلف عن سقوط طبقة البياض ، وفي الشروخ ، جراح البنايات القديمة التي تزيدها الأيام عمقا واتساعا .. يتأمل الأحجار الجيرية الرطبة ، أساس البيت ، ومن فوقها قوالب الطوب النيئ الأخذ في التحلل والتآكل .
ارتقى إبراهيم في الدرج الخشبي إلى السطح .. راح يهدهد بين يديه الصينية النحاسية ذات الحافة المنقوشة، وينثر الحب ، وعلى وشوشات الحب يقبل الحمام .. تحط على كتفه حمامة، واخرى تصطفي قمة رأسه مهبطا .. تصطفق الأجنحة الفرحة وتصطخب .. يلقط الحمام من الأرض ، ومن كفه المبسوطة بالحب والحب .. ينثال الماء إلى الوعاء الخزفي، وينهل الحمام ، وينزل کی پستحم .. ينفش
ریشه نشوان وينتفض .. يرقد باسطا الأجنحة لضوء الشمس، وتأتلق الرقاب بألوان الطيف .
اسند إبراهيم السلم الطويل إلى برج الحمام ، وصعد يتفحص العيون .. نزل وفي عينيه فرحة طفل .. أحضر الخشب والمسامير ، وشرع يسد فروج حجرته الخشبية التي أقامها على مقربة من الفرن المتشقق الخامد منذ زمن طويل .. أطل من نافذة الحجرة على برج الحمام ، ينصت إلى الهديل ، ويشاهد طقوس الغزل .. استلقي على ظهره فوق السجادة البالية ، وأخذ يشاهد السماء من كوة السقف ..
ما تزال تجثم فوق صدري السحابة القاتمة ، المشبعة بدخان النفط المحترق ، ودخان القذائف والقنابل ، وغبار البنايات المتهاوية .. لازمتني طوال رحلة العودة .. لماذا تطاردني ولا تريد أن تزايل سمائی؟!»
تحول إلى مشاهدة الحمامة الغريبة الوافدة .. راعه وجود حلقة معدنية حول ساقها .. كانت تقف على حافة النافذة في الفة مثيرة للدهشة .. لحق بها ذكر بلون «نوار الفول» .. يناغيها .. يدنو منها منتفخ الصدر هادلا .. استجابت لنداء الحب بعد قليل صد وتدلل .. اخذا يتوشوشان ، ثم رقدت مستكينة ، خافضة جناحيها ، وارتعشا من نشوة .. لم تجفل الحمامة الوافدة أو تنفر من يد ابراهيم المتدانية.. استكانت في راحتيه، وفحص الساق .. كانت الحلقة المعدنية تنغرس في اللحم، يحوطها ورم طفيف .. حاول انتزاعها فتالمت الحمامة .. كانت الحلقة قد اندمجت وصارت جزءا من تكوين الساق.

لقراءة وتحميل الكتاب كاملا



الملف من نوع PDF بامكانك تحميله و قراءته فورا

الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب المذكور
مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة