كتاب اثنا عشرة رجلا


كتاب اثنا عشرة رجلا

الكاتب : يوسف السباعي
التصنيف : قصص وروايات
نوع الملف : PDF
عدد الصفحات : 172


كثيرا ما اسائل نفسي وانا اتأمل ابنتي بيسا ماذا ستقول عن أبيها عندما تبلغ من النضج وتقرا هذه القصص الملأى بالحب . وكيف استطيع انا ، كأب ، أن أردعها او ازجرها او انهاها عن حب تساق اليه اذا كانت ثلاثة ارباع قصصى تتلخص في أن كل شيء ما خلا الحب عبث ،
هذه ولا شك مشكلة عويصة ، فما أظن أنني أستطيع أن أنكر ذلك الرونق الذي أضفيته على الحب في كتبی ، فمن العسير على الإنسان أن ينكر ماضيه .. وخاصة اذا شهدت عليه كتب مطبوعة .
حقيقة أن كثيرا من الساعة تعودوا مثل هذا الإنكار ولكني لم أصل بعد من الصفاقة الى مرتبة هؤلاء الساسة .. فتلك موهبة لا يهبها الله الا اللساسة من عباده .. وعلى ذلك فلا اظنني الأ مقرا بكل ما كتبت ، مشرفا بكل ما قلت من أن الحب لا خيرة فيه بل هو من الأشياء التي بساق اليها الانسان اضطرارا ، وان المرء ليصاب به كما يصاب بمرض من الأمراض ، وأن القلوب عمياء .. ما خلق الله في الانسان اكثر منها حقا وخرقا .. تندفع في الحب بلا روية ولا تفكير ۱۰ ما استطاع امرؤ قط أن يسيطر عليها او يتحكم فيها
أجل لا النني أستطيع أن أنكر كل هذا الذي كتبته أو انسبه الى انسان آخر ، أو أدعي أني لم اكن بكامل قوای العقلية وانا اكتب ما كتبت عن الحب .. ولكن يبدو لي أنني قد أجد لي خلاصا بالمحاورة والمداورة ، ويخيل الى ان هذا الحديث الذي دار بيني وبين احدى بطلات قصصي قد يدور بيني وبين ابنتي في يوم من الأيام اذا ما حاولت أن أنكر عليها حبا لا أقره كأب .. حبا أجد فيه ، رانا الرجل العاقل العصف الذي سأكونه وقتذاك ، نوعا من الطيش والنزق واندفاع الشباب .. حبا أخشى ألا يهيىء لها اسباب الهناء والسعادة التي أتمناها لها في مستقبل حياتها .
ويخيل إلى أنها ستقول لي :
- حتى أنت ؟ أنت الذي تضع الحب في كتابتك في المرتبة الأولى من مراتب الحياة .. تنكر على حبي ؟ !! |
فأطرق ، ثم أجيبها في تؤدة :
- يا بنيتي العزيزة ۰۰۰ انا اقول ذلك في الكتابة فقط ، فنحن نحاول بالكتابة أن نهيىء لأنفسنا ناحية من الارضاء نفتقدها في الحياة ، نجدها قد انهارت و تطايرت كدخان في الهواء .. فحبك هدا قد يصلح لأن يكون موضوعا لقصة ناجحة 00 أما أن نجعل منه حقيقة واقعة تفرضها على حياتنا ، فلا شك أننا سنصاب منه بحسرة وندم . اننا لكي ننجح في الكتابة يجب أن نحكم قلوبنا ، ولكن لكي تنجح في الحياة يجب أن نحكم عقولنا .

لقراءة وتحميل الكتاب


الملف من نوع PDF بامكانك تحميله و قراءته فورا

الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب المذكور

مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة